سادت حالة
من القلق في دبي خلال الاسابيع الماضية اثر انتشار اخبار عن تلوث خطير
لمياه البحر خصوصا بعد اغلاق البلدية واحدا من اشهر شواطئ الامارة تزامنا
مع انحسار الصيف الخليجي الحارق وبدء الاف السياح الاجانب بالتدفق بحثا عن
سكينة الشواطئ الذهبية.واقرت
بلدية دبي بتسجيل مستويات عالية من التلوث في محيط ناد للسياحة البحرية
عند شاطئ منطقة جميرا الراقية، واقدمت على اغلاق جزء من شاطئ جميرا في
محيط النادي.
وقال رئيس
قسم البيئة البحرية في بلدية دبي محمد عبد الرحمن حسن لوكالة فرانس برس ان
"هذا التلوث امر طارئ ناتج عن مخالفات يرتبكها بعض سائقي صهاريج مياه
الصرف الصحي المبتذلة".
واوضح حسن
ان هؤلاء السائقين يعمدون في بعض الاحيان الى "تفريغ حمولاتهم في خطوط
تصريف مياه السيول ما يؤدي الى وصول المياه الملوثة الى البحر".
واحيانا تتم هذه المخالفات في اماكن بعيدة جدا عن الشاطئ في قلب الصحراء.
واشار
المسؤول الى ان معالجة هذا التلوث مرتبط بوقف مخالفات السائقين الذين
يعمدون الى تفريغ حمولاتهم في اقنية مياه الامطار والسيول بدلا من مركز
معالجة المياه المبتذلة الوحيد في الامارة.
واشار حسن
الى فرض تدابير قاسية في حق المخالفين بما في ذلك تغريم الشركة المالكة
للصهريج مئة الف درهم (27400 دولار) وامكانية حجز ترخيصها.
وللوقوف
عند اسباب المشكلة وحجمها، قال احد الناشطين البيئيين في دبي لوكالة فرانس
برس مفضلا عدم الكشف عن اسمه ان ظروف عمل سائقي الصهاريج القاسية جدا هي
من المسببات الرئيسية للمشكلة.
وعند اطراف
مدينة دبي، تتجمع يوميا الصهاريج بالعشرات، بل بالمئات، في صف طويل يمتد
لمئات الامتار بانتظار دورها لتفريغ حمولاتها الملوثة في معمل معالجة
المياه المبتذلة الوحيد في دبي.
الجو مشحون
على الطريق المؤدي الى المعمل، وهو الطريق نفسه الذي يربط بين دبي وسلطنة
عمان، وذلك بسبب انزعاج السيارات العادية من الفوضى التي تتسبب بها
الصهاريج خصوصا في ساعات المساء.
وكذلك تعم المنطقة التي باتت تضم احياء سكنية كبيرة روائح كريهة ناتجة بحسب الناشط البيئي عن عمل مركز معالجة المياه باكثر من طاقته.
وقال اعجاز
محمد سائق الصهريج الباكستاني بينما كان ينتظر دوره على بعد اكثر من
كيلومتر من المركز "الانتظار قد يستمر اكثر من عشر ساعات. انها ساعات صعبة
طويلة خصوصا في ايام الحر".
ويرى
مراقبون ان النمو العمراني لمدينة دبي كان اسرع في بعض الاحيان من تطور
البنى التحتية وخصوصا امدادات الصرف الصحي، ولا تزال المدينة بحاجة في
احيان كثيرة الى صهاريج لنقل المياه المبتذلة.
وبحسب المسؤول في بلدية دبي، فان بعض السائقين يقومون بمخالفات بهدف تجنب الانتظار ساعات طويلة في الصف ما يؤدي الى تلوث البحر.
ويمكن ان يسفر هذا النوع من التلوث عن اشكال من الطفح الجلدي واحيانا الى امراض خطيرة في الكبد والكلى.
لكن لا
يبدو ان مخالفات سائقي الصهاريج انتهت، فقد افادت صحيفة ذي ناشنل الصادرة
بالانكليزية في ابوظبي انه تم ضبط 55 صهريجا افرغت او حاولت تفريغ المياه
المبتذلة في مجاري السيول، وذلك خلال الاسبوع الاخير فقط.
ونقلت
الصحيفة الخميس عن مسؤول في بلدية دبي ان هذه الاخيرة رصدت مكافأة قدرها
الفي درهم (545 دولارا) لكل من يبلغ عن سائق صهريج يفرغ حمولته بشكل غير
شرعي في قنوات السيول او حتى في الصحراء.
ويتم حاليا بناء مركز جديد لمعالجة مياه الصرف الصحي في منطقة جبل علي جنوب دبي على ان يبدأ بالعمل السنة المقبلة.
وامام مدخل
فندق لم يمض على افتتاحه في دبي اكثر من اشهر قليلة، وقف عشرات السياح
الروس بانتظار باص فخم ينقلهم الى مركز التسوق الشهير "مول الامارات".
وقالت آنا
وهي سيدة اربعينية لوكالة فرانس برس ان بعض العاملين في الفندق اكدوا لها
ردا على سؤالها وجود تلوث محدود في بحر دبي، ولكن ليس في الشاطئ التابع
للفندق.
وبالرغم من
التطمينات، قالت آنا انها ربما قد تكثر اكثر من التسوق او من استخدام بركة
السباحة لكنها لن تتخلى عن حمامات الشمس على شاطئ دبي.
واضافت
"عندما ارى الشمس واتذكر البرد في هذا الوقت في روسيا، يصعب علي ان آخذ
بالاعتبار المخاوف من خطر التلوث. لست مطمئنة 100% لكني ساسبح في البحر،
ماذا يمكنني ان افعل، لقد اتيت بالتحديد من اجل البحر".
من جهته،
يؤكد محمد عبد الرحمن حسن ان التلوث "محصور في منطقة محددة فقط وكل
الاختبارات التي نجريها على عينات من المياه تؤكد لنا ذلك".
واضاف "الشواطئ سليمة وصحية في الغالبية العظمى من المناطق".