لياس توما من براغ :
يقدم الطب الحديث في كل يوم لمرضى السكري أدوية جديدة فاعلة أو وسائل
مساعدة لهم الأمر الذي يخفف معاناة المرضى من جهة ويطيل أعمارهم من جهة
أخرى في حال إتباع قواعد الحمية المعروفة في هذا المجال. وعلى خلاف
الاتجاه القائم لتطوير أدوية جديدة فقد نفذ في مستشفى موتول في براغ بحث
طبي جديد تم فيه الجمع بين التمارين الرياضية تحت إشراف طبي وإتباع حمية
مناسبة الأمر الذي أدى إلى تخلص العشرات من مرضى السكري من الحاجة لأخذ
ابر الأنسولين .
وذكر الدكتور ميلوش ماتوش الذي شارك في البحث أن
التجارب التي أجريت قد أثبتت إمكانية الاستعاضة بهذه الطريقة عن ابر
الأنسولين بالحبوب التي تزيد من تحسس الأنسجة بالأنسولين وبالتالي تخلص
المرضى من العديد من الهموم والتعقيدات والمخاطر التي ترافقهم في حال عدم
اخذ ابر الأنسولين في الوقت المناسب .
وأشار إلى أن المرضى يمكن لهم أن
يقوموا بأنفسهم بالجمع بين حمية مناسبة وإجراء تمارين رياضية محددة لتخفيض
أوزانهم غير انه يفضل أن يتم ذلك تحت إشراف طبي لان كل شخص يجب أن يراعي
وزنه ومشكلاته الصحية التي يعاني منها .
وأوضح أن ارتفاع نسبة
السكر في الدم يؤدي إلى انخفاض تأثير الأنسولين ولذلك فان عدم التعويض عن
ذلك للمصابين بارتفاع في نسبة السكر والذي يرتبط في اغلب الأحيان بارتفاع
الكولسترول فان ذلك يؤدي إلى إتلاف الأوردة الدموية ولهذا السبب فان
السكري يمكن له أن يجعل الإنسان يفقد البصر ويلحق الضرر بالكلاوي ويسبب
النوبة القلبية أو الجلطة الدماغية وأيضا إلى قطع الأطراف .
وقد أكد
علماء اميركيون أهمية التعويض عن النواقص من خلال إيراد معطيات دقيقة حيث
أكدوا أن تردد مرضى السكري إلى الأطباء من دون ترافق ذلك بتغييرات في
أسلوب حياتهم أو التعامل مع العلاج بشكل جدي يعني أن أمامهم 8 سنوات من
العمر أما في حال تغيير أسلوب حياتهم وتعلم التعويض عما يفقدوه فان ذلك
يوقف أي حديث عن معدل وسطي لحياتهم المتبقية وبالتالي يعيشون نفس الفترة
من العمر مثل الآخرين المعافين .
ويرى الدكتور ماتوش أن البحث
الذي نفذ في مستشفى موتول يعتبر ثورة بالنسبة لمرضى السكري لان الانتقال
من اخذ ابر الأنسولين إلى تناول الحبوب يخلصهم من المخاوف الدائمة ومن
مراعاة فيما إذا كانوا قد أكلوا كميات كثيرة من الأطعمة أو قليلة وفيما
إذا كان الأنسولين بحوزتهم أم لا وفيما إذا كان الحر أو البرد لم يضر
كثيرا بالأنسولين أو أن النادل سيحضر الطعام في المطعم في الوقت
المناسب .
وأكد أن مختلف الأبحاث قد أكدت أهمية تخفيض الوزن بالنسبة
للذين يعانون من البدانة لان تخفيض الوزن بنسبة 5 بالمائة لديهم يساعد
الجسم في تجنب نشوء الأمراض المختلفة مثل الضغط المرتفع والتعرض لنوبة
قلبية أو ارتفاع الكولسترول أو نسبة السكر في الدم في حين أن تخفيض
الوزن بنسبة 10 بالمائة يمكن له أن يخفض الإصابة بالنوبة القلبية بمقدار
النصف .
ويشير الدكتور ماتوش إلى أن خصوصية مرض السكري تكمن في
انه لا يؤلم وبالتالي فان الكثيرين منا قد يكون المرض بدا لديهم من دون
أن يشعروا به ولذلك يدعو إلى ضرورة الانتباه إلى التغييرات التي تحدث عند
الإنسان والتي تؤشر إلى إصابته بالمرض مثل الشعور بالتعب والعطش
والإكثار من التبول ومن التعرق كما تظهر لدى الرجال إشكالات في موضوع
الانتصاب ومن مظاهرة بدايات السكري الشعور بالحاجة إلى حك الجلد وضعف
البصر والشعور بالألم في الأرجل وتدهور وضع الدولي وإطالة فترة التئام
الجروح وأيضا بظهور العفن على الجلد وفي الأماكن الحساسة كما يصبح
الإنسان أكثر عدوانية في رد فعله على الأحداث من حوله .